ملخص
تعد دراسة توزيع السكان من الموضوعات التي تهتم بها الجغرافيا عامةً وجغرافية السكان بصورة خاصة، وذلك من حيث تنظيم السكان داخل المساحة الطبيعية المتاحة لهم للاستعمال والاستقرار البشري سواء في الزراعة أو الصناعة أو التجارة أو السكن وغيرها، وعند قيامهم بذلك فهم يخلقون أنماطاً من التوزيع تعكس مدى التأثير الذي أحدثوه بالبيئة(1). وفي هذا الموضوع سيتم التعرض لموضوع توزيع وكثافة السكان بمنطقة تاجوراء للوقوف على أنماط التوزيع والعوامل التي أدت إلى التباين المكاني في توزيع السكان وعلاقتة بمسار السكة الحديدية.
يؤثر في توزيع السكان في أي منطقة عدة عوامل طبيعية وبشرية، حيث لعبت البيئة الطبيعية في بداية الاستقرار البشري دوراً حاسماً في تركز السكان، حيث كانت مصادر المياه وأماكن توفرها هي العامل الأساسي لقيام أقدم الحضارات، وساهمت الأرض الخصبة ووفرة المياه في استقرار الإنسان على الزراعة وظهور المجتمعات الزراعية، ثم جاء عصر الصناعة الذي أدى إلى إعادة توزيع السكان بين المناطق الريفية والحضرية، وأخيراً أصبحت الخدمات وتوزيعها من العوامل الهامة في إعادة توزيع السكان وتركزهم.