ملخص
تقع المملكة العربية السعودية ضمن المناطق الجافة وشبه الجافة، وتعتبر المياه الجوفية المتجددة وغير المتجددة مورداً رئيسياً هاماً فيها، حيث تمتلك خزانات طبيعية من المياه الجوفية غير المتجددة ذات نوعية مختلفة، تساهم بشكل كبير في التنمية الزراعية. وتعد المياه الجوفية المتجددة أحد الموارد الرئيسية لمياه الشرب وتعتبر رافداً مهماً في التنمية، إلا أن هذه المياه تتعرض للاستنزاف والتلوث بسبب سوء إدارتها وما تواجهه من ضغوطات من قبل المستخدمين. من خلال تقييم مستوى إدارة المياه الجوفية المتجددة في وادي الليث باستخدام إطار البنك الدولي لتقييم مستوى إدارة المياه الجوفية، تبين أن هناك قصور عام في تطبيق الأدوات الفنية والوسائل المؤسسية والإجراءات الإدارية، حيث يتم تطبيقها في أدنى مستوياتها. تهدف الدراسة إلى تقييم مستوى إدارة المياه الجوفية في وادي الليث، واستخدام النموذج الرياضي كأداة فنية متقدمة في إدارة المياه الجوفية، حيث تم بناء نموذج رياضي لمحاكاة الخزان الجوفي في وادي الليث وتم معايرته باستخدام بيانات السحب من عام 1990 إلى بداية عام 2014، وبيانات مناسيب المياه الجوفية للعامين 2007 و 2014، باعتبار أن ما قبل عام 1990 كان مرحلة استقرار لعدم توفر البيانات، وتم تشغيل النموذج لأربع فترات مدة كل فترة 6 سنوات. أُستخدِم النموذج في تقييم السيناريوهات المستقبلية لحالة المياه الجوفية إلى عام 2037. وأظهرت نتائج النمذجة أنه في حال زاد كمية السحب 20% عن ما كان عليه في عام 2014 بسبب زيادة الطلب، سيؤدي ذلك إلى غزو مياه البحر إلى الخزان الجوفي في عام 2031. أما في حال تطبيق طرق الري الحديثة ورفع كفاءة الري إلى حوالي 60% بالإضافة إلى استخدام المياه المعالجة والمقدرة بـ 15.000 م3/اليوم للري، فإن ذلك يقود إلى تخفيض كمية السحب، وبالتالي يرتفع منسوب المياه الجوفية ولن يكون هناك اقتحام لمياه البحر. إن استخدام النموذج الرياضي لمحاكاة المياه الجوفية في وادي الليث يعتبر تحقيق مرحلة متقدمة في تقدير المورد خاصة عند ربطه باتخاذ القرار، وهذا أحد التوصيات المقترحة في الدراسة.
الكلمات الدالة: وادي الليث، المياه الجوفية، إدارة المياه الجوفية، النموذج الرياضي، غزو مياه البحر.
الكاتب
عبدالرحمن متعب الزهراني
قسم دراسات التصحر- هيئة المساحة الجيولوجية السعودية