ملخص
فان الفقه الإسلامي فقه واسع يشمل كل ما يحتاجه المسلم في حياته اليومية ومعاشه، ومن أهم المجالات التي تطرق لها الفقه الإسلامي بصفة عامة، والفقه المالكي بصفة خاصة: موضوع الزراعة، حيث أفردوا لها أبوابا خاصة بها تكلموا فيها عن أحكامها وأقسامها (المزارعة ، المغارسة، المساقاة) ، و بما أن المغاربة قد اختاروا الفقه المالكي مذهبا لهم، فقد ظلوا إلى عصور متأخرة يتحاكمون إليه في موضوع الزراعة، تأصيلا وتطبيقا، آخدين بعين الاعتبار أعراف الناس وعاداتهم .
ويعتبر الإنتاج الزراعي في المغرب من أهم الموارد الاقتصادية التي تعتمدها الدولة في تحقيق الأمن الغذائي للمجتمع المغربي، بالإضافة إلى جلب العملة الصعبة عن طريق تصدير المنتوجات الزراعية، وتوفير مناصب الشغل لأبناء المجتمع.
ولهذا فان الدولة المغربية قد اعتمدت مجموعة من السياسات الاقتصادية للنهوض بهذا المجال الحيوي، إلا أنها باءت بالفشل، حتى اهتدت الدولة سنة 2008 إلى ما يسمى بمخطط المغرب الأخضر: وهو سياسة أو إصلاح زراعي اعتمدته الوزارة للنهوض بالقطاع
الفلاحي، حيث وضعت مجموعة من البنود التي تصب في سياق تطوير الفلاحة العصرية والرفع من دخل صغار الفلاحين، والتنافسية وتحسين المردودية.
وقد أظهر هذا المخطط نجاحا ملموسا عند دخوله حيز التنفيذ ومظاهر نجاحه مبثوثة في ثنايا الكتاب .
وعليه فان اجتماع الفقه المالكي ومخطط المغرب الأخضر في علة الرفع من مردودية الإنتاج الزراعي كان من أكبر الدواعي والأسباب التي جعلتني أهتم بدراسة الموضوع في جانبين أساسيين:
الأول منهما فقهي يصب في بيان مساهمة الفقه المالكي في دراسة المجال الفلاحي تأصيلا واستنباطا .
والثاني منهما واقعي عصري يبين مدى مساهمة مخطط المغرب الأخضر في الدفع بالعجلة الفلاحية إلى الأمام، فاخترت لهذه الدراسة العنوان التالي:” الإنتاج الزراعي في المغرب بين الفقه المالكي ومخطط المغرب الأخضر”.
وقد قسمت البحث في هذا الموضوع إلى فصلين تكلمت في الفصل الأول عن أصول الإنتاج الزراعي في الفقه المالكي، ثم الفصل الثاني عن مخطط المغرب الأخضر، وكل فصل تندرج تحته مباحث.
الكاتب
عبد الحق الأزهري
الطالب الباحث: عبد الحق الأزهري
جامعة القاضي عياض
كلية الآداب والعلوم الإنسانية
مراكش
المغـــــــــــــــــــــــرب