تتضمن هذه الدراسة تحليل بعض العوامل الطبيعية والبشرية التي أثرت على مدينة لبدة الأثرية خلال الفترة 1990-2018 باستخدام تقنيات حديثة، تتمثل في تقنيتي نظم المعلومات المكانية والاستشعار عن بعد، لما لها من أهمية كبيرة في مجال دراسة المناطق الأثرية، إذ لم يعد من المجدي اتباع الطرق التقليدية في توثيق المواقع الأثرية، لمحدودية قدرتها في عملية المعالجة والتحليل، وتستغرق الكثير من الوقت والجهد.
لم تحض مدينة لبدة الأثرية كغيرها من المناطق الأثرية في ليبيا بالاهتمام المطلوب، وتركت للظروف الطبيعية والبشرية المحيطة بها التي أثرت فيها وما زال ذلك التأثير مستمر حتى يومنا هذا، ومن خلال تحليل ودراسة المرئيات الفضائية تبين أن هناك زحف عمراني كبير باتجاه المنطقة الأثرية، فبلغت نسبة الزيادة في الكتلة العمرانية حوالي 619985م2 في الفترة 1990-2018، الأمر الذي يخالف القانون رقم (3) لسنة 1424م والذي يحدد حرم المناطق الأثرية واستخدامات الأرض الأخرى.
كما تعرضت مدينة لبدة إلى زحف الرمال على الآثار والتي يظهر دورها الهدمي خاصة في الجهة الشمالية والغربية حيث لوحظ طمر الحمامات التي تعتبر من أبرز معالم المدينة الأثرية، إضافة إلى انتشار النباتات والأشجار بشكل كثيف داخل الحرم الأثري، حيث بلغت الزيادة في المساحات الخضراء حوالي 830349م2 سنة 2018 حيث يشكل خطراً كبيراً بمرور الزمن.
الكلمات الدالة :
لبدة الاثرية- الاخطار الطبيعية- الاخطار البشرية- حماية الاثار- التراث الثقافي