حصاد مياه الأمطار والسيول والتنمية المستدامة في المناطق الجافة
حوض القصابة - باجوش- الساحل الشمالى الغربى بمصر
د. محمد البرقاوي
المركز العربي أكساد، مكتب القاهرة- 9 شارع جامعة القاهرة- مصر
الملخص:
تناول هذا البحث موضوع التنمية الزراعية المستدامة بالساحل الشمالى الغربى بمصر مستهدفا تقديم نموذج تنموى يمكن التوسع فى تطبيقاته فى مختلف المناطق التى تعتمد على مياه الامطار فى التنمية الزراعية وذلك وفق مفهوم الادارة المستدامة للموارد المتاحة (مائية – أرضية- نباتية – بشرية ) . ولقد تم اختيار حوض القصابة /باجوش كأحد المناطق التى تعتمد على كميات محدودة من الهطولات المطرية وتتطلب تحقيق عوائد اقتصادية لمنتفعى هذا الحوض . إن الهدف الرئيسي من هذه الدراسة هو الإدارة المتكاملة والمستدامة للموارد الطبيعية لتلبية الطلب المتزايد على هذه الموارد وتحقيق التنمية الزراعية والاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة . لبلوغ الأهداف تم التركيز على كيفية الإستفادة من مياه السيول والأمطار من خلال تنفيذ تقانات حصاد المياه الملائمة ، دون المساس بالتوازن البيئي وخصوصية المنطقة ، وتغذية الطبقات الجوفية الحاملة للمياه والحد من الانجراف المائي والمحافظة على المياه والتربة وذلك باعتماد مفهوم الحوض المائى وتركيبته ومكوناته واهميته فى التنمية المستدامة .لقد تم تطبيق منهجية المقاربة التشاركية الفعلية والإعتماد على التكنولوجيات الحديثة من نمذجة هيدرولوجية ونظم معلومات جغرافية ومعالجة وتحليل ما تم جمعه من بيانات مناخية ومائية وخرائط حول منطقة الدراسة والقيام بالدراسات الهندسية بالاضافة الى الزيارات والمسوحات الميدانية.
ترتكز الزراعة فى منطقة الدراسة ، تنمية الأودية ، بالاساس على الأمطار وتعتمد على حصاد المياه . فى هذا المشروع البحثي التطبيقى ، تم دراسة وتدقيق تقانات حصاد المياه واستعمالات الأراضى فى الزراعة المطرية بحوض القصابة/باجوش والعمل على تنمية الموارد المائية من خلال تنفيذ منشآت حصاد المياه والسيول (السدود التعويقية بمجارى الأودية) وتتمية المراعي في المناطق التي تم تحديدها من خلال تنفيذ المدرجات او المصاطب في الهضبة وتم الوصول الى أهم النتائج التالية :
- · إن معدل الأمطار بمطروح يقدّر بنحو 140مم/سنة. بواسطة الجسور أو السدود التعويقية يمكن أن تستقبل الحلقات أمام السدود ما يعادل 500- 600 مم/سنة وهى كميات كبيرة ومهمة جدا للتنمية الزراعية والمستدامة بمجارى الأودية .
- · لقد تبين مدى اهمية دراسة العواصف والشدة المطرية بدلا من المعدلات السنوية لحسن تصميم تقانات حصاد المياه .
- · لقد تم إنشاء موقع نموذجي رائد يتضمن مختلف عناصر التنمية المتكاملة للموارد الطبيعية و يمكن تعميم هذه التجربة والمنهجية المتبعة على منطقة الساحل الشمالي الغربي المصري وفي مناطق عربية متشابهة ويمكن استعماله للارشاد والتدريب.
- · إن الطرق المتبعة من طرف المزارعين قي منطقة الدراسة لحصاد مياه الأمطار والسيول والمحافظة على المياه والتربة للحد من تدهور الموارد الطبيعية ومجابهة أثر التغيرات المناخية فى حاجة ماسة للتطوير والإرشاد والدعم والمتابعة والإشراف عند التنفيذ .
- · إن إدارة الأحواض المائية اصبحت ضرورة ملحة للتعامل العقلانى وحسن ادارة الموارد الطبيعية.
بناء على كل النتائج والدروس المستفادة من الدراسة ، يعتبر تطبيق مبادئ الإدارة المتكاملة للموارد الطبيعية من أحد الخيارات التي قد تضاعف من دخل المزارعين وتساهم فى التنمية المستدامة والمحافظة على هذه الموارد. ويجب التركيز على الإستخدام الأمثل للمياه السطحية والجوفية والعمل على تنفيذ آبار للشحن الإصطناعي للخزانات الجوفية بهدف الإستثمار الأمثل في مياه الأمطار والسيول. ان الاعتماد على مياه الأمطار والسيول كمورد مائى واحد فى مثل هذه المناطق الهامشية ذات المناخ الجاف ومعدلات سقوط الأمطار القليلة والمتذبذبة التى تتعرض لتغيرات مناخية حادة لا تكفى وحدها لإحداث تنمية شاملة تحقق مستوى معيشي مقبول لسكان هذه المناطق لذلك فأن البحث على موارد مائية اضافية يصبح ضرورة ملحّه . وقد تلعب المياه الجوفية سواء العذبة أو شبة المالحه دورا هاما فى هذا الشأن .
الكلمات الدالة : حصاد المياه، التنمية المستدامة ، السدود التعويقية، المصاطب، الحوض المائي.