يشهد العالم و منه عالمنا العربي مئات المؤتمرات العلمية المختصة في مجال الجغرافيا الرقمية و العلوم ذات العلاقة ، و إن تتميز عديد المؤتمرات بالأصالة و التجديد و الجدية، فإن عدد منها تحول إلى تجارة فاسدة و عبارة عن دكاكين، مستغلين أسماء منظمات لا وجود لها، و توظيف أسماء علمية تكون عادة بعيدة كل البعد عن هذه التصرفات لكنها تتجاهل النصح ربما لعلاقات شخصية أو مطامع علمية لا تتحقق و يكون الأكاديمي في محل شك من قدراته العلمية دون أن يعلم، متوهما انضمامه لمنظمة أو جمعية أو جامعة أو أي مضلة تستخدم مشواره العلمي دون دراية بحقيقة الأمور لكن المؤسف و المستغرب انه إذا علم يواصل في نفس نهجه بعقلية لا تراجع وإن أدى الأمر إلى إلحاق الأذى المعنوي به و بسمعته و مشواره العلمي.
و في إطار متابعتنا للمؤتمرات العلمية بالساحة العربية و خاصة منها دول الشرق الأوسط، لاحظنا غياب العديد منها عن مفهوم المؤتمرات العلمية، فمجرد عقد ندوة أو ملتقى للأكاديميين يطلقوا عليه إسم مؤتمر و هذا خطا شائع لديهم حيث أن المؤتمرات تجمع عدد من الفعاليات العلمية و التدريبية و ليس مجرد أوراق عمل تقدم سوى نوقشت أم لم تناقش ، و سوى وقعت مراجعتها أم لا.
اذ بمجرد تصميم موقع واب و إطلاق تسمية لوجود منظمة يعتقد انهم دخلوا الاحترافية العلمية، بل الأدهى و الأمر إطلاق أسماء رنانة لمنظمات في الواقع غير موجودة غايتهم منها دخول دائرة النصب و الاحتيال العلمي، و يتحول البحث العلمي من درجة التميز إلى مرحلة التوظيف الخاطئ و إلى دخول عمليات التحيل و النصب على الباحثين
بل المؤسف أن تتبنى جامعات عريقة هذه المنظمات دون التأكد من مصداقيتها و لا من وجودها و تنخرط في هذه العمليات عن قصد أو غير قصد حتى و إن وقع تنبيهها فإنها لا تكلف نفسها عناء الرد.
إن طرحنا إلى هذا الموضوع جاء من حرصنا على تنبيه الباحثين إلى مثل هذه الحيل، و قد انطلقنا في كتابتنا لهذا المقال اثر تلقي مجلة منشورات علوم جغرافية لدعوة للمشاركة بأحد المؤتمرات المختصة بالجيوماتيك حسب زعم منظميه و كنا قد نبهنا إلى الأخطاء و المزاعم و الأكاذيب الواردة في الدعوة، و نشرنا مقال في الغرض على موقع المجلة الالكتروني.
و إتباعا لخطنا التحريري القائم على الجدية و كشف الحقيقة و مساعدة الباحثين و الاكادميين و اثر تحقيق مطول و اتصالات عديدة مع العديد من الجهات تبين لنا حقيقة هذه المنظمة و المؤتمر حيث تحصلنا على وثيقة تؤكد أن المنظمة الاوروعربية لأبحاث الماء و التصحر منظمة غير قائمة و لا وجود لها و أن أمانتها العامة مجرد أسماء موضوعة لا علاقة لهم بتأسيس هذه المنظمة و إنما هم مجرد غطاء لخطأ كبير و لعملية نصب و تحيل على الباحثين و ربما على المؤسسات و الجامعات و توظيف أسماء علمية ذات مصداقية كبيرة لتضليل الباحثين و ايقاعهم في شراك النصب و التحيل من اجل اخذ اموالهم بدعوى معاليم تحت عناوين معاليم و رسوم لخدمة البحث العلمي و الحقيقة الاستلاء على اموالهم و المتاجرة باعمالهم العلمية .
و عملا على إبراز الحقيقة تم الاتصال بعديد الجهات داخل البلد المحتضن للمؤتمر، حيث وجهت رسائل إلى جامعة اليرموك و تم الاتصال بهم أكثر من مرة لكنهم رفضوا الرد، على مختلف المراسلات و هو ما يؤكد انخراط جامعة اليرموك في هذه العملية ربما لغير قصد أو لعلاقات شخصية قد تلحق الأذى
بمصداقية هذه الجامعة الراعية لمؤتمر لا علاقة له بالعلم و لا يمثل سوى دكان من دكاكين التحيل العلمي.
و إن تأكد انخراط هذه الجامعة في هذه المسألة فإن الأمر خطير و يضع الجامعة و المشرفين عليها على محك النزاهة العلمية، و الجدية الاكادمية
و بخصوص أعضاء المجلس العلمي لهذا المؤتمر فقد عبر جلهم على استنكارهم من توظيف أسماءهم بل ذهب البعض من الأكاديميين إلى القول بعدم علمه بحقيقة الأمور و إنما أستغل إسمه دون علمه لذلك انسحب العديد منهم و إستقال البعض الآخر من أمانة منظمة او من مجلس علمها بعدما تاكد له الحق و تاكد من الخطا .
و للاشارة فقد رفض البعض الرد على استفسارات المجلة، رغم إبعادنا لأي شبهة حولهم، و منهم البروفسير صبار من العراق، و الدكتورة خالدة من السودان و عدد آخر سيقع طرح أسمائهم في التحقيق الصحفي الذي تقوم به المجلة.
إن هذه الممارسات و التحيل العلمي يعتبر افة على منظومة البحث العلمي بالبلاد العربية لذلك وجب التصدي له من قبل الباحثين و القائمين على المؤسسات حتى لا نكون من اسباب تراجع مستوى الجامعات العربية و تدني مستوياتها عالميا، و الذي مرده عديد العوامل لعل أحدها، التعامل مع جهات غير واضحة المعالم و تبني مؤتمرات لا تقوم على أصول تنظيمية واضحة، و أن الجامعات اليوم و كذلك على الأكاديميين و الباحثين، التفطن و التأكد من و قوعهم في فخ التحيل و النصب، و على وسائط الإعلام العلمي تنبيه الباحثين و الأكاديميين من هذه العمليات و كشف الحقائق لهو مساعدتهم العلمية و العملية و إيضاح الطريق لهم نحو المشاركة بالمؤتمرات الجادة و الأصيلة للمساهمة في تنمية قدراتهم المعرفية و زيادة مهاراتهم التقنية خدمة لمؤسساتهم و اعلاءا لمراتب بلدانهم .
م ح
ادارة التحرير