دور التراث الاثري و المعماري في بعث السياحة و التنمية المستدامة
{ قصبة مدينة الجزائر نموذجاُ }
الدكتورة مطروح ام الخير المركز الوطني للبحث في علم الآثار .
|
ملخص:
يمثل التراث الاثري بصفة عامة الجذور الحضارية للأمة ، كما يعبر عن هويتها و انتمائها الحضاري و مدى ما قدمته من إسهامات في تطور الحضارات الإنسانية رغم تنوع الموروث الثقافي بما يحويه من مواقع اثرية و مدن عتيقة طاقة كبيرة يمكن استغلالها ثقافيًا وسياحيًا ، و تشغيله في التنمية المستدامة ، ومما لا شك فيه أن قطاع السياحة و الثقافة أداة فعالة في التنمية المحلية انطلاقًا من مميزاته التي لها علاقة بالاقتصاد ، وإدراكًا منا لأهمية التراث التاريخي والثقافي المادي ” المواقع الاثرية و المدن العتيقة ” في النهوض بالنشاط السياحي على مستوى مدن الولايات ودوره في بعث تحولات اجتماعية واقتصادية تشكل في حد ذاتها قاعدة التنمية على المستوى المحلي لكل ولاية من القطر الجزائري ، وبالتالي تفعيل نشاط أساسي مدر للأرباح وبطريقة مستدامة .
كما تشكل المدن التاريخية القديمة نواة لتطور العديد من المدن الحديثة ، فهي تمثل إرثاً حضاريا زاخراً ببعده التاريخي و نسيجه العمراني ، و اهمية المدن القديمة و المواقع الاثرية جاءت في كونها نتاجاً يحتوي على طبقات متوالية من التاريخ البشري طبيعياً و معنوياً .
إن الهدف من هذا الموضوع هو محاولة بيان دور السياحة في تحقيق التنمية المستدامة ، من خلال تسليط الضوء على مفاهيم للسياحة المستدامة ، و التنمية و المجتمع المحلي من جهة ، و عرض تجربة الجزائر و الاستراتيجية التي تبنتها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بالتركيز على قصبة مدينة الجزائر العتيقة .و في الاخير وضع بعض التصورات و الاقتراحات التي تؤكد هذا التوجه .
الكلمات الدالة : التراث الأثري ، المواقع الأثرية ، سياحة ، تنمية مستدامة ، قصبة مدينة الجزائر.