التصحر ونظم المعلومات الجغرافية
د. مصطفى أحمد رجب 1 ، د. جنان عبد الامير عباس كاظم 2 .
1 أستاذ مساعد. المعهد التقني- بعقوبة مصطفى النجار
2 أستاذ مساعد . جامعة بغداد-كلية التربية للبنات.
تصنف الشعوب والأمم حسب نوعية وكمية المعلومات والبيانات التي تمتلكها, ومدى ما تولده من معرفة يمكن إن تؤدي الى ادارة متكاملة لمواردها و تمكنها من إيجاد حلول لمختلف الاشكالات البيئية و الطبيعية و الاقتصادية و الحد من تاثيرها السلبي و العمل على تثمين الإمكانات المتاحة للعديد من الظواهر على غرار ظاهرة التصحر الذي يشكل تحدي كبير للعديد من الدول و منها العراق , و بناء على ان مؤشر التقدم يقوم في احدى جوانبه على مدى الاستفادة من التقدم العلمي و التكنولوجي فسنحاول في هذا المقال بيان قدرة نظم المعلومات الجغرافية على المساعدة في دراسة ظاهرة التصحر في العراق من خلال تحديد الظاهرة و مسبباتها و ايجاد الحلول للحد منها .
التصحر هو تدهور و انخفاض خصوبة الأراضي الزراعية المنتجة و تحولها الى مناطق رعوية, و فقدانها لجزء كبير من الغطاء النباتي, و أيضا تحول النباتات التي لها قيمة غذائية الى نباتات ليس لها قيمة. في عام 1949 تم تعريف التصحر على أنه التدهور البيولوجي في الغابات المدارية و تحويلها الى حشائش [1]. في حين تناولت دراسات أخرى التصحر على أنه انتشار الظروف الصحراوية في المناطق الجافة و شبه الجافة و الرطبة بسبب الأنشطة البشرية., أو أنه افتقار للنظام الايكولوجي للأرض بفعل تأثير الإنسان [2]. والتصحر له عدة مظاهر منها : نحت التربة بفعل الرياح, و تنشيط حركة الكثبان الرملية, و اختفاء و تدهور الغطاء النباتي و جفاف التربة و انخفاض مستوى المياه الجوفية[3].