ملخص
الارتباط الوثيق بين العناصر الطبيعية وتوزيع النباتات أمر يمكن التحقق منه عن طريق البحث والدراسة ، وبما أن منطقة الدراسة تطل على ساحل البحر وتتأثر به وتمتد كيلومترات عدة نحو الجنوب حتى تتوغل في المنطقة الجبلية حيث تتناقص التأثيرات البحرية من الساحل إلى داخل المنطقة ، مما يجعلها تتسم بانتشار نباتات على الساحل أكثر كثافة وتنوعاً مقارنة بالداخل ، إضافة إلى وقوع المنطقة في مناخ شبه الجاف التي تتصف أمطارها بالتناقص كلما اتجهنا نحو الداخل ، وكذلك العوامل التضاريسية التي تتميز بها منطقة الوادي في الأجزاء الداخلية حيث ينحدر الوادي من المنطقة الجبلية شمال غرب ترهونة من منطقة الشرشارة تحديداً مخترقاً سلسة جبال ترهونه، ثم يسير عبر السهل الرملي ليصل إلى البحر، أما الجريان المائي في مجرى هذا الوادي فمرتبط بفترات سقوط الأمطار وكمياتها، الأمر الذي يوفر رطوبة في التربة ويؤدي إلى نمو حياة نباتية متنوعة ترتبط بكمية الأمطار الهاطلة . ونتيجة لكل العوامل الطبيعية المتوفرة في المنطقة فهي تعكس مظهراً نباتياً دائم الخضرة وآخر مقاومًا للجفاف بطرق مختلفة ، كما أن الحياة الحيوانية ومعظم النشاط البشري في هذه البيئة يعتبر مرآة للحياة النباتية ، بذلك تأتي أهمية دراسة الأحياء النباتية ومدى مساهمتها في التوازن البيئي بالمنطقة.