الزحف الصحراوي جنوب مدار السرطان : المظاهر ـ المخاطر ـ الإجراءات الوقائية
(دراسة تطبيقية على دولة تشاد)
إعداد
أ.د.عبدالله بخيت صالح .. رئيس جامعة الملك فيصل بجمهورية تشاد
د. أمين إسماعيل بركة .. رئيس قسم الجغرافيا بجامعة الملك فيصل
مـلخـص البحث:
هذه الورقة التي نقدمها اليوم أمام الباحثين الجغرافيين في المؤتمر الدولي الخامس لإدارة المياه والطاقة والغذاء والتقنيات الزراعية، والمعنونة بـ:{الزحف الصحراوي جنوب مدار السرطان ـ المظاهر ـ المخاطر ـ الإجراءات الوقائية .. دراسة تطبيقية على دولة تشاد} عبارة عن دراسة علمية تجسد واقع الزحف الصحراوي والتصحر جنوب دائرة العرض 23.5 درجة شمالاً من ناحية، وتوطئة علمية للصحراء التشادية التي تشكل الجزء الأكبر في الصحراء الكبرى الإفريقية والتي هي بدورها كبرى صحارى العالم من ناحية أخرى، وتكاد تكون الدراسات الجغرافية عنها محدودة أو نادرة، حيث يتعرض البحث لتاريخها وجغرافيتها، ومياهها وواحاتها وثرواتها الباطنية الدفينة، والسطحية المرئية، وتعتبر هذه الورقة البحثية الأولى من نوعها عن الصحراء التشادية ومعالمها ومشكلاتها، تعد من قبل باحثين جغرافيين تشاديين مواكبين للمشكلة على أرض الواقع.
ومما لا شك فيه أن الإنسان في النصف الشمالي لتشاد ُيعتبر سبباً وضحية للزحف الصحراوي والتصحر ، لكونهما عمليتن ، ديناميكيتن تؤثر ان بشكل مباشر فى التربة عن طريق تدهور طبقات الرمال الثابتة، بسبب إنجرافها وتعريتها بفعل هبوب الرياح الجافة بصورة دائمة صيفاً وشتاء، ومن ثم تحويلها إلى أراضى جافة قاحلة اختفت فيها المراعي الخضراء ، وندرت الأراضي الزراعية وقلة الغذاء، وشح المياه الجوفية والسطحية، وبالتالي أندثرت معظم أوجه حيـــــاة الإنسان والحيوان والنبات في تلك البيئة القاسية ، الأمر الذي أدى إلى انعكاسات سلبية في اللاندسكيب الطبيعي والبشري في النصف الشمالي من تشاد.
إن هذه الدراسة قد حددت الظاهرة ، ونطاق أنتشارها مبينة التأثيرات المباشرة وغير المباشرة على حياة الإنسان والحيوان والنبات. وذاكرة الجهود الحثيثة المبذولة من قبل الحكومة والهيئات والمنظمات الدولية المهتمة بالبيئة والتغير المناخي في تشاد وبعض الدول الإفريقية جنوب مدار السرطان. لأن تشاد واحدة من أكثر دول إفريقيا والعالم تأثراً بالزحف الصحراوي والتصحر.
ومن ثم، حاولت الدراسة، استقراء الواقع على الأرض من خلال تقييم الجهود المتضافرة، لاستنباط مدى قابلية نجاح مشروع الحزام الأخضر الصغير حول عاصمة تشاد، و مشروع الحزام الأخضر الكبير في إفريقيا، والتقليل من خطر الآفة الصامتة للأرض، و اختتمت الورقة بالنتائج والتوصيات وقائمة المصادر والمراجع.