ملخص
يحتل الماء دوراً فريداً في حياة المجتمعات البشرية وتطورها عبر التاريخ ولا يمكن لأي من الموارد الطبيعية الأخرى إن يوازيه من حيث الأهمية والتأثير في مجرى العوامل المترابطة الفعالة التي تحدد نوعية البيئة الطبيعية وشروطها تلك التي تهمين على الحياة البشرية سواء بشكل مباشر أم غير مباشر إنه المورد الطبيعي الذي لا يمكن الاستعاضة عنه ولا يمكن للإنسان إن يكون فعالاً أو يستمر في الوجود بدونه.
إن من اهم الميزات التي يتمتع بها الماء عدم نقصان كميته على سطح الأرض بالرغم من استخداماته المتكررة كما أنه يستطيع استعادة عذوبته خلال الدورة الهيدرولوجية ويكون متيسراً للاستخدام مرة أخرى وبسبب هذه المقدرة التي يتمتع بها الماء على توليد نفسه واستعادة عذوبته ذاتياُ اعتقد منذ القديم وحتى وقت قريب جداً بأنه مصدر لا ينضب وأنه هبة الطبيعة غير المحدودة إلا إنه خلال النصف الثاني من القرن الماضي تغير الموقف وأصبح الماء عاملاً محدداً للتطور الاقتصادي ومهيمناً على رفاهية المجتمعات البشرية (Furon,1978).
تواجه البشرية أزمة في امدادات المياه كما إن حدتها سوف تزداد في المستقبل القريب نتيجة للتزايد الهائل في عدد السكان والسعي لتحقيق الأمن الغذائي لسكان الأرض المتزايدين باطراد كما إن البلدان النامية تسعى لتطوير اقتصادياتها وهذا يتطلب مزيداً من استهلاك الموارد المائية العذبة حيث دلت دراسات عدة بأن الاحتياجات المائية لهذه البلدان زادت كثيراً خلال النصف الأول من القرن الماضي عن مصادر المياه المتوفرة لديها لذلك كان فيورن (1978) محقاً بنظرته التشاؤمية حين صرح بأن الوقت سيأتي عندما لا يجد الناس مفراً من شرب ماء البحر لكن هذا الحل لا يعلق عليه أمل لارتفاع تكاليفه وإن نجاحه يعتمد على طاقة ذرية رخيصة الشيء الذي ربما لا يتوفر أبدا في ظل سياسة القطب الواحد واحتكار التكنولوجيا النووية لمصلحة القوى المستبد.
تبرز مشكلة نقص المياه في المناطق الجافة وشبه الجافة أكثر مما هي عليه في المناطق الرطبة بسبب الأهمية التي تحتلها المياه في تطور مستوى معيشة السكان في هذه المناطق وتبرز هذه الأهمية من خلال حقيقتين مهمتين هما:-
- محدودية الموارد المائية المتاحة بسبب ظروف المناخ الحالي.
الكاتب
الأستاذ الدكتور حاضر ظاهر محمد القيسي
جامعة تكريت
كلية التربية
قسم الجغرافية